fbpx Skip to main content
جندر وجنسانية

كيف نتعامل مع الناجين/ات من التعنيف الجنسي

التعنيف

يؤثر التعنيف الجنسي على كل المجتمعات، بما فيها المجتمع الكويري، ووفقاً لعدة دراسات فإن أفراد المجتمع الكويري يتعرضون/ن للتعنيف الجنسي

والمزعج أنه قد يكون العنف يكون صادراً عن شركائهم/ن بنسبة متساوية وفي بعض الأحيان أعلى من غيرهم/ن.

وبما أنهم/ن يتعرضون/ن للتهميش بنسب عالية، فهذا يضعهم/ن في خطر أكبر لمواجهة العنف المحرض بالكراهية، والذي غالباً ما يتخذ شكل تعنيف أو تحرش جنسي

وبسبب وصم المجتمع الكويري بشكل عام الناتج عن رهاب المثلية والشعور بالعار، فقد ينجم عن ذلك تعنيف جنسي من قبل الشركاء/الشريكات أنفسهم/ن.

وبالنسبة لأفراد المجتمع الكويري الناجين/ات من التحرش الجنسي، فإن هوياتهم/ن الجندرية وميولهم/ن الجنسي والتمييز الذي يحيط بهم/ن بسببها، غالباً ما يجعلهم/ن مترددين/ات باقتفاء المساعدة من الشرطة والمستشفيات ومراكز دعم المتعرضين للتحرش الجنسي، والتي من المفترض بها تقديم المساعدة لهم/ن.

تأثيرات التعنيف الجنسي

التعنيف

كناجين/ات من التعنيف الجنسي وتابعين/ات للمجتمع الكويري، قد تواجهون/ن العديد من المشاعر المتماثلة والتحديات التي واجهها ناجون/يات غيركم/ن، ولكنكم/ن أيضاً قد تواجهون/ن مشاعر إضافية وهذه بعضها:

الشعور بالوحدة

قد تشعرون/ن أنكم/ن الوحيدون/ات الذين/اللواتي مروا/مررن بهذه التجربة، أو قد تشعرون/ن بأن الآخرين قد يحكمون عليكم/ن أو يسيئون فهمكم/ن إن أخبرتموهم.

التساؤل عما إذا كنتم/ن المذنبون/ات

 الشعور بالعار أو الذنب، أو أنكم/ن المتسببون/ات بما جرى، تذكروا/ن أن ما حدث ليس ذنبكم/ن أنتم/ن.

الرغبة بأن يصدقكم/ن الآخرون

 عدم الشعور بأن من يسمعكم/ن، يصدق كلامكم/ن أو القلق حيال ألا تحصلون/ن على رد الفعل المطلوب.

  • قد يكون من الصعب عليكم/ن معرفة أنكم/ن ناجين/ات: يواجه العديد من الناجين/ات صعوبة في استيعاب أنهم/ن تعرضهم/ن لتجربة كالتعنيف الجنسي، وذلك لأن هذا الاعتداء لا يتماشى مع فكرتهم/ن عن التعنيف الجنسي وماهيته، أو من قد يكون الفاعل، لذلك من المهم متابعة هذا الموضوع والتعرف على أشكال الاعتداء الجنسي المختلفة لنكون قادرين على معرفة إن كان ما نتعرض له يعد اعتداءً جنسياً أم لا.
  • قد تواجهون/ن بعض الأشخاص الذين ينكرون أو لا يصدقون تعرض أفراد المجتمع الكويري لهذا النوع من التعنيف، مما قد يصعّب عليهم/ن تصديق قصتكم/ن.
  • قد لا تجدون/ن الدعم المناسب في بعض المجتمعات المتدينة: رغم أن البعض قد يشعر بالأمان والقوة في إيمانه، إلا أنكم/ن قد تواجهون/ن صعوبة بإيجاد الدعم الذي تستحقونه إن كان مجتمعكم/ن المتدين لا يؤيد توجهكم/ن الجنسي أو هويتكم/ن الجندرية.
  • إخبار الآخرين بالأمر قد يكون أكثر صعوبة إن كنتم/ن لم تفصحون/ن عن هويتكم/ن الجندرية بعد لأصدقائكم/ن وعائلتكم/ن، فقد تشعرون/ن بقدرة أقل على إفشاء تعرضكم/ن لهذا النوع من الاعتداء لهم/ن.

كيف نساعد الناجين/ات من التعنيف الجنسي

التعنيف

قد يصعب علينا معرفة ما علينا فعله إن أخبرنا شخص مقرب منا عن تعرضه/ا للاعتداء الجنسي، لردة فعل أول شخص يفصح له الناجون/الناجيات عن هذا الاعتداء أكبر أثر بقرارهم/ن في إخبار الآخرين أو السعي لتأمين المساعدة لهم/ن، يجب علينا أن نتذكر دائماً أن نسمعهم/ن دون إلقاء أحكام، وأن نقر بصعوبة ما مروا/مررن به، والتأكيد على اهتمامنا بهم/ن.

التعبير عن اهتمامنا

 التعبير لهم/ن بشكل مباشر أننا نهتم لأمرهم/ن من خلال قول عبارات مثل: “أهتم بأمركم/ن” أو “أنا هنا لأجلكم/ن”.

تأييد مشاعرهم/ن

 يجب علينا تجنب العبارات الإيجابية كقول: “سيتحسن الوضع” أو محاولة التحكم بمشاعرهم/ن كقول: “لا ينبغي بكم/ن الشعور بالسوء لهذا الحد”. في هذه المواقف يجب البوح بعبارات تدل على دعمنا لهم/ن مثل “أصدقكم/ن”، أو “يبدو أن ما مررتم/ن به بغاية الصعوبة”.

الإنصات لهم/ن

 يشعر الكثيرون/ات بأن لا أحد سيفهمهم/ن أو يأخذهم/ن على محمل الجد، يجب أن نظهر لهم/ن أهميتهم/ن من خلال تقديم اهتمامنا الكامل، فلذلك علينا أن نسارع لترك ما بين يدينا والوقوف بجانبهم/ن.

عدم السؤال عن تفاصيل الاعتداء

 حتى لو شعرنا بالفضول لمعرفة ما حدث أو برغبة بفهم الأمر بالكامل، يجب أن نتجنب طلب تفاصيل أكثر، لكن إن اختاروا/اخترن الناجين/ات مشاركتنا هذه التفاصيل، فيجب أن نحاول جهدنا أن نسمع بطريقة تبين دعمنا لهم/ن وليس حكمنا عليهم/ن.

استخدام مصطلحات عامة تؤكد على الهوية الجندرية والتوجه الجنسي للناجي/ة

 فبدل أن نفترضها بقولنا مصطلح “صديق/ة حميم/ة” يمكننا استخدام كلمات حيادية مثل “شريك”، كم يجب علينا ألا نفترض الضمير الذي يآثرون/ن التوجه لهم/ن بالحديث بواسطته، الأفضل أن نسألهم/ن عما يفضّلون/ن، أو ننتظرهم/ن ليخبرونا بأنفسهم/ن. علينا اللجوء لاستخدام ضميري “هم/ هن” بدل “هو/ هي” إن كنا غير متأكدين.

أشياء علينا قولها لنظهر دعمنا لهم/ن

“لست المذنب/ة”، “لم تفعل/ي شيئاً يجعلك تستحق/ين ذلك”

قد يـ/تلوم الناجين/ات أنفسهم/ن، خاصة إن كانوا/كن يعرفون/ن المعتدي بشكل شخصي أو كانوا/كن تحت تأثير الكحول او المخدرات أثناء الواقعة، يجب أن نذكر الناجين/ات وأكثر من مرة أنهم/ن ليسوا/لسن المذنبين/ات.

“أصدقكم/ن”، “تطلب إفصاحكم/ن لي عن هذا الكثير من الشجاعة”

قد يكون ببالغ الصعوبة للناجين/ات الإقرار بما حصل لهم/ن نتيجة شعورهم/ن بالعار أو قلقهم/ن من ألا نصدق قصتهم/ن، أو أن نلقي اللوم عليهم/ن، يجب علينا ألا نترجم هدوئهم/ن كدلالة على أن الواقعة لم تحدث، فلكلٍ طريقته الخاصة بالاستجابة لحدث صادم كهذا، أفضل ما يمكننا فعله هو تصديقهم/ن.

بعض العبارات التي يمكننا استخدامها لطمأنة الناجين/ات

“لستم/ن بمفردكم/ن”، “أهتم بأمركم/ن ولستم/ن وحيدون/ات”، و”أنا هنا لمساعدتكم/ن بأي طريقة ممكنة”، “آسف لما مررتم/ن به، فأنتم/ن لا تستحقون ذلك”

التعنيف الجنسي ونتائج الدراسات

التعنيف

تشير الدراسات إلى أن ما يقارب نصف العابرين والعابرات والنساء مزدوجات الميول الجنسية، سيتعرضون/ن للتعنيف الجنسي في مرحلة ما من حياتهم/ن. وضمن المجتمع الكويري يتعرض العابرون والعابرات والنساء مزدوجات الميول الجنسية بنسبة مرتفعة للتعنيف الجنسي، وضمن هاتين الفئتين، يبدأ التعنيف الجنسي بسن صغير وغالباً خلال الطفولة.

نسبة الناجين/ات الذين/اللواتي حُرموا/ن من تأمين المساعدة لهم/ن بسبب توجهم/ن الجنسي أو هويتهم/ن الجنسية مرتفعة بشكل رهيب، لذلك علينا العمل جميعاً على توجيه الأنظار لهذا التعنيف الجنسي في المجتمع الكويري إن أفشى لنا أحدهم/ن تعرضم/هن لهذا النوع من التعنيف، يجب أن نتذكر دائماً أن نصدّقهم/ن ونؤكد على أنهم/هن ليسوا/لسن المذنبين/ات، والإبقاء على سرية ما أفشي لنا، إلا إن كانت الحالة تتطلب التبليغ عنها، وعلينا ألا نضغط عليهم/ن لإفشاء معلومات أكثر مما يريدون/ن مشاركته معنا.

إن كنت ممن تعرضون/ن لهذا النوع من الاعتداء كأفراد في المجتمع الكويري، تذكروا/ن أنكم/ن لستم/ن من يتحملون/ن مسؤولية وحشية الآخرين والرجاء السعي للحصول على المساعدة والدعم المطلوب ممن تثقون/ن بهم/ن واللجوء للمنظمات والجمعيات التي ترعى شؤون وحقوق أفراد المجتمع الكويري (إن وجدت في مناطقكم) لتأمين الدعم الذي تستحقونه كأشخاص.