حين نتحدث عن العنف ضد النساء العابرات لابد وان نفرق بين مصطلحين اساسين هما Transphobia او رهاب العبور الجنسي وTransmisogyny أو اضطهاد العابرين والعابرات جنسيا.
وتمت صياغة المصطلح الأخير على يد الناشطة الكاتبة جوليا سيرانو عام 2007 واستخدمته للإشارة الى الاضطهاد الذي تواجهه العابرات جنسيا بسبب الاعتقاد السائد لدى الذكور ان النساء اقل مرتبة ووجود العابرات جنسيا يعتبر تهديدا هديداً للهيكل الاجتماعي القائم على سلطة الذكور.
ومن هذين المصطلحين نفسر طبيعة العنف الذي تتعرض له كل امرأة عابرة خاصة في المجتمعات القائمة على الهيمنة الذكورية كأغلب مجتمعات منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
النساء العابرات والعنف
شهدت السنوات السابقة ارتفاعا لوتيرة العنف ضد النساء العابرات بالمنطقة حيث تعرضن لأكثر من شكل من اشكال العنف كالعنف الجسدي والجنسي والنفسي والديني والمادي والمنزلي والمجتمعي وغيرها من اشكال العنف المختلفة التي تتعرض لها النساء العابرات في كل مكان تذهبن اليه.
بالإضافة الى انه خلال رحلة العبور الجنسي المليئة بالانتهاكات تتعرض النساء العابرات أيضا للعنف سواء خلال التعامل مع مقدمي الخدمات الطبية أو معاونيهم في المستشفيات العامة أو العيادات الخاصة خلال مرحلة المتابعة النفسية والعلاج الهرموني أو من خلال نقابة الأطباء (الجهة الخاصة بإصدار قرار اجراء جراحة تصحيح الجنس).
ناهيك عن العنف النفسي في تبعات هذا القرار وصعوبة تنفيذه واقعيا مما يعرض حيوات النساء العابرات للخطر داخل تلك المجتمعات الذكورية.
خطر السجن تجاه العابرات
تواجه النساء العابرات خطر السجن بسبب هويتهن الجندرية بسبب عدم اعتراف اغلب دول المنطقة بقضية العبور الجنسي ويذكر تعرضهن لعدد من الانتهاكات خلال مرحلة الاحتجاز.
بالإضافة الى تعرض النساء العابرات لخطر الطرد من المنزل وفقدان أي مصدر للدخل المادي مع صعوبة الحصول على عمل بسبب اختلاف الشكل عن الهوية الوطنية والتعرض للاضطهاد والعنف المجتمعي
ولا يكفي كل هذا العنف، بل أيضا هناك بعض النسويات المتطرفات (TERF) بدلا من أن يدعمن حقوق العابرات فنجدهن يزعمن أن العابرات جنسيا ليسوا اناثا ويقصوهن من نطاق حقوق المرأة.
العنف ضد النساء العابرات اثناء كورونا
ذكرت منظمة Human Rights Campaign انه في عام 2021 تم قتل ما لا يقل عن 43 شخصا عابرا حول العالم، في حين أن هذا الرقم لا يعبر عن الحقيقة لأنه في كثير من الأحيان لا يتم الإبلاغ عن هذه الحالات. وذكرت أيضا انه في خلال عام 2020 قد تتبعت المنظمة 44 حالة قتل لأشخاص عابرين مما يجعل ه1ه السنة هي السنة الأشد دموية بدءا من عام 2013.
ومع تلك الاحصائيات العالمية يصعب علينا تتبع الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بسبب تجريم المثلية الجنسية والعبور الجنسي في عدد من الدول والباقي يضعون قيودا معقدة على عملية العبور مما يصعب رصد حدة العنف بالأرقام.
وتزامنا مع حملة الأمم المتحدة تحت عنوان 16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، نؤكد على أن العابرات هن نساء ونرفض كافة اشكال العنف والاضطهاد ضدهن.