الخزان الثاني – الإهتمام
في التراكات اللي فاتت اتكلمنا عن الاحتياجات الأساسية لكل إنسان، وكان من أهمها الاحتياجات النفسية، أو زي ما بيسموها في علم النفس العلاجي خزانات الحب التسعة واتكلمنا عن الخزان الأول وهو القبول الغير مشروط وأهميته كجزء من الاحتياجات النفسية الأساسية، والنهاردة هنتكلم عن الخزان التاني وهو الإهتمام.
أيه هو الاهتمام وأيه علاقته بالحب؟ الاهتمام كجزء من الحب:
الإهتمام هو يُعتبر ترجمة فعلية لمشاعر الحب اللي عندنا تجاه نفسنا او تجاه الآخرين، وكل ما زاد مقدار حبنا لشخص كل ما عبرنا عن اهتمامنا بيه. فالاهتمام هو جزء من مشاعر الحب، جزء عملي في التعبير عن الحب بيخرج في هيئة أفعال\ سلوكيات\ تصرفات بتعبر عن العطف\التعاطف وتقديم المساعدة للأخرين اللي بنحس ناحيتهم بالحب. والعلاقة بين الحب والاهتمام هي علاقة طردية. كلما زادت مشاعر الحب كلما زادت الأفعال الدالة على الاهتمام والعكس بالعكس.
ليه الاهتمام خزان مهم؟
الاهتمام عنصر مهم جداً لاستمرار العلاقات الإنسانية، لإنه بيحافظ على قوة العلاقات وبيزيد من مستوى التواصل بين الأشخاص. ودليل مهم وملموس على الحب، فالاهتمام زيه زي أي مشاعر انسانية بين البشر بتحتاج دايماً تتغذى وتتراعى عشان نفضل محافظين عليها وتكبر ما بينا … الاهتمام هو الأفعال\ التصرفات اللي ممكن نعملها وتدل على الحب والتقدير والمودة ومشاعر إنسانية كتير ايجابية، هي تصرفات وأفعال كتيرة ممكن نعبر بيها عن حبنا للأشخاص من حوالينا، وتحديداً جوه العيلة. واحنا مهتمات ومهتمين بالكلام تحديداً عن الإهتمام في مراحل الطفولة والنمو. التصرفات\ الأفعال اللي الأهل ممكن يعملوها عشان يعبروا بيها عن حبهم لأطفالهم\ن، واللي بتبني جواهم مفهوم صحي وصحيح عن الحب تجاه أنفسهم وتجاه العالم، فالطفل اللي بيستقبل أفعال بتدل على الاهتمام والحب من الوالدين هيفهم ويترسخ جواه\ا إن ده معناه إن الأهل بيحبوا طفلهم، ده هيملى خزان مهم جداً عند الطفل، هيخليه عنده ثقة في نفسه، هتخليه يحب نفسه بدون شروط ويعرف إن الاهتمام ده علامة من علامات الحب.
تأثيرات خزان الإهتمام على نمونا
الاهتمام القليل :
طيب أيه اللي بيحصل لو الطفل اتربى على انه مش بيستقبل اي اهتمام من عيلته؟، الطفل اللي بيتربى من غير ما يلاقي اهتمام من الأب والأم في المراحل الأولى من النمو بيكبر وهو عنده احتياج كبير ومهم للإهتمام، بيحاول طول الوقت يملا الخزان ده، فا هنلاقيه من مراحل المراهقة بيحاول يلفت الانتباه له، ومش بس كده ده من مراحل الطفولة كمان هيحاول يلفت انتباه الأهل بأي طريقة لاحتياجاته من الاهتمام، ولأنه طفل فابالنسبة له الحب والحنان والتقدير وكل المشاعر متترجمه عنده في الاهتمام هو مش هيستوعب أو يفهم ان الأهل بيحبوه طالما مش بيحضنوه طالما مش بيلعبوا معاه طالما مش بيشلوه لو عيط طالما مش بيأكلوه ويشربوه …. ولو اتربى على كل ده وفي حين إنه بيتقاله دايما انهم بيحبوه … فا بيتكون جواه تصور مشوه وغير صحي عن الحب، بيحصله لخبطه ما بين انه بيسمع من الأهل إنهم بيحبوه بس بيستقبل منهم تصرفات وأفعال مفيهاش أي نوع من أنواع الإهتمام، وكأن المشاعر اللي أهله بيعبروا عنها بيترجموه في حتة تانيه خالص عكس اللي بيقولوا إنهم حاسينه. وده في حالة إن الأهل بيعبروا عن مشاعرهم لطفلهم.
بس في حالة تالته كمان وهي إن الأهل مش بيعبروا أصلا عن مشاعرهم تجاه طفلهم فا هنا احنا بنتكلم مش بس عن اللخبطة اللي ممكن تحصل ما بين خزان الحب والاهتمام، أو المشاعر والأفعال اللي المفروض تعبر عنها لأ … احنا بنتكلم عن اتنين من الخزانات المهمين جدا فاضيين أصلا … مفيش مشاعر حب ومفيش أفعال بتدل على الإهتمام … في الحالات اللي زي دي الطفل بيكبر عنده عجز كبير في خزانات الحب اللي المفروض تكون مليانه … وهنا الاحتياج بيلعب أدوار سيئة جدا ومضرة جداً مش بس عالصحة النفسية للطفل والمراهق لما يبتدي يكبر ولكن كمان عالصحة الجسدية كمان.
تأثيرات الاهتمام القليل:
الأطفال بيحتاجوا للحب والاهتمام من لحظة الولادة، بحكم انهم بيكونوا غير مدركين وغير قادرين عالتصرف فا مهم جدا أننا نهتم بيهم، اهتمام له علاقة بالحفاظ على حياتهم، لإن إي إهمال ممكن يتسبب في موت الطفل.
ودي أول مرحلة من مراحل الإهتمام اللي أي نقص أو تقصير فيها فعلا ممكن يتسبب في موت الطفل… الاهتمام هنا بيكون أفعال أساسية عشان الطفل يعيش فا منها ( اننا بنأكل الطفل – ونشربه – ونغيرله – ونحميه – ناخد بالنا من صحته – من كل تفاصيل تخصه) …. في مرحلة الرضاعة الطفل مش بس بيستقبل من مامته الأكل\ من خلال الرضاعة، لأ ده بيحس بوجودها بيحس باهتمامها وهنلاقي أطفال كتير بتمسك ايد مامتها وهي بترضع مثلا، ده بيبني جوه الطفل مشاعر ليها علاقة بالأمان …. من اللحظات الأولى للطفل بيفهم ويحس بالاهتمام وكل ده بيكون له تاثيراته النفسية عليه. المتعة الأساسية للحب والاهتمام بيلاقوها الأطفال من سن ست شهور لحد ست سنوات ، الحب والاهتمام بيخلوا الطفل:
سعيد
واثق من نفسه.
أكثر هدوءاً.
أكثر سكينة واستقرار.
والأهتمام اللي أقل من اللازم بيعمل عكس الحاجات دي؛ بيظهر عالطفل علامات من وهو طفل بتظهر في سلوكياته، فا هنلاقي الطفل بيحاول يلفت الانتباه له بأي طريقة، وعشان يعمل كده احنا ممكن نقول سلوكيات كتيرة جداً ممكن الطفل يعملها من أقل سلوك لأكبر سلوك ممكن تتوقعه (بيعيط كتير – عصبي جداً – بيعمل حمام على نفسه – بيضرب اخواته أو صحابه – بيزعق وبيشتم – بيزن – بيسرق – بيكذب – بيزوغ من المدرسة ….. لحد انه ممكن الطفل يتحرش بأطفال تانية). اضطرابات سلوكية ممكن تحصل لأطفالنا بسبب نقص خزانات الحب المختفلة واللي من اهمهم الإهتمام.
الأطفال في المرحلة دي بيسألوا الأهل بشكل واضح لو بيحبوهم ولا لأ . وبيعبروا عن حبهم للأهل بلغات الحب المختلفة. هنلاقي الأطفال بتقول ده بشكل مباشر، وفي أطفال هنلاقيهم بيعبروا عن ده من خلال الأحضان، وأطفال تانيه بيعبروا عن ده من خلال الرسم أو المزيكا … الأطفال بيعبروا بطرق مختلفة عن حبهم واهتماهم ومهم إن الأهالي تفهم اللغة اللي الطفل بيعبر بيها أكتر وبيحبها اكتر عشان يبادلوهم نفس الشعور بنفس الطريقة، لإن الطفل لو ملقاش نفس الفعال هيحس ان كده الأهل مش بيحبوه زي ما بيحبهم، وهيحسوا بالإهمال، وهتلاقي الطفل بيعبر عن ده بسلوكيات زي اللي ذكرناها فوق.