fbpx Skip to main content
غير مصنف

بود كاست: خزانات الحب التسعة (الحلقة الخامسة) – الخزان الثالث (الآمان)

في التراكات اللي فاتت واحنا بنتكلم عن خزانات الحب التسعة، اتكلمنا عن الخزان الأول “القبول الغير
مشروط “، والخزان التاني “الإهتمام”، والنهاردة هنتكلم عن الخزان التالت الأمان.
واحنا بنتكلم عن الآمان هنجاوب عن شوية أسئلة مهمة عن خزان الأمان النفسي.
وأول سؤال هنتكلم عنه هو ( يعني أيه أمان نفسي؟):
الأمان النفسي هو الاحساس بالاطمئنان أو الطمأنينة، والاحساس بالثقة بالنفس، وممكن كمان نقول إنه عدم
الشعور بالقلق والخوف.
وعشان كده انعدام الأمان النفسي هيكون في شكل عدم الاحساس بالإطمئنان، والشعور بقلة الثقة بالنفس،
والشعور الدايم بالخوف والقلق.

السؤال التاني بعد تعريف الأمان النفسي اللي محتاجين نعرفه هو أيه هي مكونات الأمان النفسي؟
وعشان تعريف الأمان النفسي يكون واضح لينا أكتر، مهم فعلا نتكلم عن مكونات الأمان النفسي.
الأمان النفسي بيتكون من جزئين:
الجزء الأول هو الأمان الخارجي: اللي بيكون عبارة عن الأمان الصحي والقانوني والتعليمي والاقتصادي
والاجتماعي … إلخ، يعني كل أنواع الأمان الخارجي، أو كل حاجة خارج الانسان نفسه، والأمان الخارجي
ده بيكون عبارة عن التكيف الاجتماعي، يعني إن الشخص يقدر يتكيف مع المحيط بتاعه أو البيئة اللي
حواليه، ويقدر يعمل توازن وتوافق بين غريزته وطلباتها، وبين القيم والمبادئ اللي هو مؤمن بيها
الجزء الثاني هو الأمان الداخلي: وهو إن الإنسان يقدر يتكيف ويتواصل مع نفسه ويتصالح معاها، وده
بمعنى إن الشخص يقدر يحل المشاكل والخناقات و الأزمات اللي جواه، ولما ده بيحصل بيكون الإنسان في
حالة توافق نفسي أو تكيف نفسي داخلي أو تصالح مع نفسه.
بس يا ترى إزاي نقدر نحقق التصالح النفسي أو التكيف النفسي الداخلي ده عشان نوصل لتحقيق أول جزء
من أماننا النفسي؟
التوافق الشخصي: ده هو الشعور بالرضا عن النفس، والشعور بالسعادة، واننا نقدر نشبع مطالبنا وحاجاتنا
الداخلية سواء كانت فطرية أو مكتسبة، من غير ما نصطدم أو نتخانق مع قيمنا ومبادئنا. والتوافق الشخصي
ده بيعبر عن السلام الداخلي، وكمان بيعبر عن إنه مفيش صراعات أو خناقات داخلية.
وبعد تحقيق الجزء الأول من الأمان النفسي وهو الأمان الداخلي اللي بيحصل عن طريق التوافق والتصالح
مع النفس، هيبقى فاضل الجزء التاني وهو الأمان النفسي الخارجي، واللي بيتحقق بشوية حاجات:
أول حاجة الانسجام أو الإندماج مع المجتمع: وده بيتحقق لما الانسان يحس بالسعادة مع الناس اللي حواليه،
انه يقدر يندمج مع الناس اللي حواليه من غير ما يكون بيجي على نفسه.

تاني حاجة هي التوافق أو الإنسجام في الشغل: وده بيحصل لما الانسان يقدر يختار الوظيفة أو الشغل
المناسب ليه أو ليها\ لهم، ويستقر فيها ويقدر يحقق انجازات ويتعلم فيها أكتر ويطور من نفسه، ويحس
بالكفاءة والنجاح والرضا.
مش بس التوافق مع المجتمع وفي الشغل، وكمان التوافق الشخصي والنفسي والاقتصادي، كل أنواع التوافق
دي هي اللي بتقدر تحقق للإنسان الشعور بالأمان النفسي من جوه ومن بره.
بعد ما اتكلمنا عن مكونات الأمان النفسي، خلونا نتكلم عن أسباب الأمان النفسي، أيه هي الحاجات اللي لما
تحصل هتخلينا نحس بالأمان النفسي، وأيه الحاجات اللي بتخلينا منحسش بالأمان النفسي؟
– أول أسباب الأمان النفسي هي إننا نقدر نوفي الحاجات الجسدية بتاعتنا، ودي اللي اتكلمنا عنها في
أول مقال واللي موجودة في هرم ماسلو للاحتياجات.
– تاني أسباب الأمان النفسي هي الدعم العاطفي، واللي بيبدأ من وقت الطفولة وبناخده من العيلة في
الأول، والدعم العاطفي اللي بتقدمه العيلة لينا في مرحلة الطفولة دي البذرة الأساسية الأولى في
تكوين احساسنا بالأمان النفسي من جوه، واللي بيتبني عليها بعد كده احساسنا بالأمان لباقي حياتنا
كلها.
– تالت سبب من أسباب الأمان النفسي هي العلاقات العاطفية، ودي بتكمل الدعم العاطفي، بس
بتحصل لما بنكبر وندخل في علاقات عاطفية.

طيب دي الأسباب والحاجات الأساسية اللي بتزود وتكبر احساسانا بالأمان النفسي من أول ما بنتولد
ولحد ما بنكبر ونحب ونرتبط، بس أيه اللي ممكن يحصل في الحاجات دي ويخلينا منحسش بالأمان
النفسي، أو أيه اللي لو محصلش هيعمل مشكلة في إحساسنا بالأمان النفسي؟
أسباب عدم الإحساس بالأمان النفسي:
أول حاجة ممكن تعمل مشكلة، وتسبب عدم الأحساس بالأمان هي إنه يحصل مواقف أو أحداث لينا واحنا
أطفال تخلينا منحسش بالأمان، زي مثلاً:
– غياب الأب أو الأم في مرحلة الطفولة.
– تعليقات سلبية، انتقادات مستمرة، تنمر، من الوالدين أو الأهل أو المدرسة أو الأصدقاء في مرحلة
الطفولة.
– الملاحظات السلبية المستمرة على سلوك الطفل وتصرفاته، من الوالدين أو الأهل أو المدرسة أو
الأصدقاء.
– القلق والتوتر طول الوقت في مرحلة الطفولة، بتأثر تاثيرات سلبية كبيرة جدا.
– الاهتمام الزيادة عن اللزوم بالطفل كمان من الأهل هي سبب من أسباب غياب الشعور بالأمان.
– ضعف أو انعدام الثقة بالنفس من مرحلة الطفولة، واللي ممكن يكون سببها التقصير والإهمال
والتعليقات السلبية والتنمر أو الاهتمام المبالغ فيه.
– التجارب السلبية مع الاشخاص اللي حوالين الطفل كمان من ضمن أسباب انعدام الشعور بالأمان
النفسي.

هنا ممكن يجي في دماغنا سؤال وهو، طيب هو ليه كل الأحداث السيئة دي اللي حصلتلي في طفولتي ممكن
تكون بتسيب كل الآثار دي عليا بعد ما أكبر؟ خصوصاً إننا أحياناً بنكون نسينا أصلاً الأحداث اللي حصلت
لينا في طفولتنا ومش فاكرينها فعلا!
هنا ممكن نتكلم شوية عن طبيعة عمل المخ مع أزمات وحوداث الطفولة: إزاي بتشتغل ذاكرتك في الأوقات
والظروف الصعبة؟ وهل ده فعلا بيكون له تأثير واضح وقوي على شعورنا بالآمان؟
(جوديث هيرمان، طبيبة نفسية في جامعة هارفارد، بتقول: أنه عندما يمر شخص ما بأزمة، يتوقف التشفير
اللغوي لذكرياته عند تلك الأزمة، ويتحول الجهاز العصبي المركزي إلى ذاكرة عاطفية. لديه منبه خاص
ينبهه كلما اقترب من أي من تلك المشاعر التي مر بها خلال أزمته الأولى).

يعني أيه الكلام ده؟
يعني لما بنمر بموقف صعبة أو حادثة في طفولتنا، المخ والجهاز العصبي بتاعنا مش بيعرف يتعامل مع
الموقف ده فا بيتحول لتخزينه بشكل عاطفي، يعني هو مش بيفهم وقتها غير إنه انت حسيت بالغضب أو
بالحزن أو بعدم الأمان … مش بيقرا الحدث ويحلله ويشوفه بكشل منطقي كفعل وله أسباب ونتايج. وعشان
كده هتلاقي اللي فاضل من الحوادث والصدمات دي دايماً هي المشاعر اللي احنا واجهنها وقتها. عشان كده
أوقات كتير مبنكونش فاكرين المواقف نفسها، ومش فاكرين تفاصيلها بس فاكرين كويس حسينا بأيه وقتها.
وهنلاقي إن العقل كل ما تحصل أي مواقف فيها نفس المشاعر أو مشاعر قريبة منها المخ بشكل مش واعي
علطول بيستدعي (بيحضّر) المشاعر القديمة دي ويستحضرها ويخليك تحسها. فا هنلاقي مواقف ممكن
متكونش صادمة دلوقتي بالنسبة لنا ومتخليناش نحس بعدم الآمان بس مخنا رابط مواقف ومشاعر معينة
بالشعور بعدم الآمان ده وبيستدعيها.
طيب لو مخنا بيعمل كده إزاي نقدر نقيس مشاعرنا بشكل صحيح ومناسب للموقف ونعرف إن عقلنا مش
بيستحضر مشاعر قديمة؟
– مهم نسأل نفسنا شوية أسئلة عشان نعرف أيه هي المواقف اللي بتسببلنا الشعور بالخوف وعدم
الشعور بالآمان، لإن معرفة الأسباب هي أول خطوات العلاج.
– ولما نعرف إيه هي المواقف دي كويس، هنقدر نعرف نتعامل معاها بشكل صحيح، ونقيّمها ونواجه
نفسنا فا نعرف إيه فعلا بيحسسنا بعدم الآمان وإيه مرتبط بحوادث ماضية.
وبالتالي هنتعلم إزاي نتعامل مع المشاعر دي بشكل مناسب ونقدر نقلل الشعور بعدم الامان.
طيب إزاي نتغلب على الشعور بعدم الأمان النفسي، أو إزاي نعالجه؟
– أول حاجة بنحتاج نعملها عشان نقدر نعالج شعورنا بعدم الأمان النفسي، أو نساعد الأطفال على
التغلب على الشعور ده، هي إننا نزور طبيب أو طبيبة نفسية متخصصة، وده لإن الطبيب هو
الشخص المتخصص في مواجهة النوع ده من المشاكل اللي ممكن تحصل لأي حد فينا في أي وقت
من حياته.
– وتاني حاجة ممكن نعملها، هي إننا نكتب الأفكار الإيجابية والكويسة عن نفسنا، زي إننا بنقدر ننجز
في شغلنا مثلا، أو إننا نكتب إننا نستحق تحصلنا حاجات كويسة في حياتنا، ونفضل نكرر ده عشان

نقدر نقنع دماغنا بالأفكار الإيجابية عن نفسنا لحد ما تتبدل مكان الأفكار السلبية، وتقلل إحساس عدم
الثقة بالنفس.
– تالت حاجة ممكن نعملها، هي إننا نفتكر إيه هي الأسباب اللي وصلتنا للإحساس بعدم الآمان دي
قبل كده، لإننا لما نفتكرها هنقدر نواجهها ونحط ايدينا على اسباب احساسنا بعدم الأمان جاي منين.
– رابع حاجة والأخيرة، هي اننا يكون عندنا روتين من الهوايات اللي بنحبها والرياضات والحاجات
الممتعة بالنسبة لنا، لإن دي بتعزز إحساس الثقة بالنفس عندنا.
وفي النهاية منا وفينا بتتمنى لكل الناس اللي بتسمعنا احساس دايم بالأمان والسلام النفسي.